الوفاء
في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية و بالضبط في اليمن ، كان رجل يملك جملا ، رباه مند كان حاشي، كان يطعمه ويسقيه و يهتم به....
مرت ايام وشهور وسنين، كبر الحاشي حتى أصبح بعيرا.و كبر الرجل ليصبح شيخا، ليقرر الله عز وجل ان يأخذ روح الشيخ إلى دار البقاء .
حمل الشيخ على الأكتاف في اتجاه المقبرة ،ففوجئت الحشود بجمل يمشي وراءهم ،دخل معهم إلى المقبرة ،وقف وهو يشاهد صاحبه يدفن تحت التراب، رحل الأهل والأصدقاء ،إلا الجمل رفض المغادرة و قرر البقاء بجانب صاحبه المرحوم،إفترش الأرض بجانبه، ينهض و يرجع إلى مكانه، يشتم القبر و يذرف الدموع حزنا على فراقه و شوقا لرؤيته،نهيك عن امتناعه عن الأكل والشراب.
فكل مرة يأتي أبناء المرحوم ليجبروا الجمل على المغادرة خشية من سرقته إلا أنهم يتفاجئوا في اليوم الثاني بعودة الجمل إلى المكان الذي دفن فيه المرحوم .و هو يذرف دموع الحزن والإشتياق ،بدون ماء ولا طعام لمدة لأربعة أيام متتالية .
سبحان الله و بحمده الذي قال في كتابه العزيز
" أَفلا يَنظُرُونَ إِلى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ "
ولله في خلقه شؤون.